ما هي مخاطر صناعة التمويل الأصغر
تلعب صناعة التمويل الأصغر دوراً هاماً في تمكين المجتمعات الفقيرة توسيع الأنشطة من خلال توفيرها قروضاً وخدمات مالية أخرى لأصحاب المشاريع الصغيرة، حيث تُساهم خدمات التمويل الأصغر في تحسين مستوى العيش وخلق فرص العمل والحد من الفقر بالإضافة إلى تطوير اقتصاد البلد.
ومع ذلك، تواجه صناعة التمويل الأصغر العديد من المخاطر التي قد تُهدد استدامتها، حيث نشرت الوكالة الألمانية للتعاون الفني مقالاً حول وجود مجموعة مخاطر رئيسية في صناعة التمويل الأصغر مثل (المالية والتشغيلية والاستراتيجية) وغيرها من المخاطر الأخرى التي تنبثق منها يعض المخاطر الفرعية.
وفي هذا المقال سنتحدث عن أهم مخاطر صناعة التمويل الأصغر، ونُسلط الضوء على التحديات التي تُواجهها مؤسسات التمويل، ونُقدم بعض الحلول المقترحة للتخفيف من هذه المخاطر.
تطورت ونمت صناعة التمويل الأصغر بصورة سريعة جداً بسبب توسع الأنشطة التجارية والجهود المبذولة للوصول إلى العملاء، حيث أن هذا النمو لا يزال سريعاً بالنسبة لحجم السوق غير المخدم كلياً أو بشكل غير كافي، فأدى هذا النمو السريع الى زيادة مخاطر هذه الصناعة، حيث تعتبر المخاطر جزء لا يتجزأ عن الوساطة المالية.
ولهذا يجب أن تكون هناك إدارة منهجية للمخاطر في مجال صناعة التمويل الأصغر، حيث أن مؤسسات التمويل الأصفر لم تعد تقتصر على تقديم رأس مال للعمل قصير المدى فحسب بل صارت تقدم تمويلات مالية مع آجال استحقاق طويلة، كما أن المرحلة الأولى من مراحل التطور في صناعة التمويل الأصغر، كانت تهتم الكثير من مؤسسات التمويل الأصغر بالمخاطر المالية وكان يقتصر اهتمامهم على مخاطر الائتمان، وبعد ذلك بدأ الاهتمام بنوع محدد من مخاطر السيولة وهو (الجزء الذي سيتم الوفاء به لطلب ائتمان السوق).
كما أفادت الوكالة الألمانية للتعاون الفني عن وجود ثلاث مخاطر رئيسية وهي (المالية والتشغيلية والاستراتيجية) وتتفرع كل منها الى عدة فئات فرعية، حيث أنها نشرت في آخر تقرير لها عن أربع فئات للمخاطر وهي (المؤسسية والتشغيلية والخارجية والمالية).
كما يجتمع الكثير من الأفراد على أن النجاح المبدئي لمؤسسات التمويل الأصغر يمكن أن يعود أصله الى إدارة مخاطر الائتمان، كما حافظت مؤسسات التمويل الأصغر على معدل سداد للقروض (أعلى من 95%)، حيث شجعت الجهات المانحة لتمويلها وعلى الرغم من نجاحها في إدارة مخاطر الائتمان ضمن الحدود المسموح بها، حيث أنها ستتعرض الى تحديات أكبر من قبل كزيادة نسبة المحفظة في خطر (PAR)، حيث أكدت مصادر أن هذه التحديات تشمل زيادة المنافسة في السوق وعرض منتجات ائتمانية جديدة ذات أنظمة استحقاق أطول والاقراض الفردي والتوسع في إعطاء التمويلات والتوسع الجغرافي بالإضافة الى الجهود المبذولة للوصول الى أكبر شريحة من العملاء.
قد يهمك: كيفية تحقيق النجاح المالي
ما هي أنواع المخاطر الموجودة في صناعة التمويل الأصغر؟
1. مخاطر الائتمان
هي مخاطر يتعرض لها رأس المال بسبب التأخر أو عدم السداد، كما ظهر نوع آخر من مخاطر الائتمان وهو إيداع عملاء مؤسسات التمويل الأصغر أموالهم في مؤسسات مالية ضعيفة ونتيجة لذلك لا يستطيعون الدفع إذا تعرضت المؤسسات التي يحتفظ فيها العملاء بأموالهم الى صعوبات، كما أن مخاطر الائتمان متصلة بمخاطر المعلومات اللامتماثلة والخطر الأخلاقي، فعندما تكون المعلومات لدى مؤسسات متباينة مع معلومات العميل يمكن أن يؤدي الى أمرين:
- أولاً: رفض المؤسسات للعملاء ورفع الأسعار الائتمانية بسبب التلاعب بالمعلومات نتوصل الى نتيجة وهي هروب العملاء الجيدين من السداد.
- ثانياً: الخطر الأخلاقي من خلال بقاء العملاء غير الجيدين بصرف النظر عن الأسعار الائتمانية ينتج عن ذلك زيادة في مخاطر الائتمان.
2. مخاطر سعر الصرف
حيث تواجه مؤسسات التمويل الأصغر مخاطر صرف العملة الأجنبية بشكل واضح وكبير بسبب اعتمادها الكبير على المنح والقروض الميسرة طويلة الأمد بالعملة الأجنبية ثم يتم اقراضها بالعملة المحلية، أما مخاطرها يكون عند انخفاض سعر العملة في عقد المرابحة الإسلامي بعد عملية الشراء إذ تتغرم المؤسسات المالية الفرق بين وقت الشراء وعند التعاقد.
3. مخاطر سعر الفائدة
إن التغير الذي يحدث في العوائد المالية يسبب تغير في سعر الفائدة، حيث يصعب تعديل أسعار فائدة التمويل.
كما يوجد مخاطر تحول المهمة: حيث يتم تحويل مهمة مؤسسات التمويل الأصغر عن مهمتها الاجتماعية بسبب الضغوط الداخلية والخارجية والتغيرات في الأسواق لتحصيل معدلات أكبر من العوائد.
4. مخاطر السيولة
ان عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات، تسببت في زيادة عدد هذه المخاطر نتيجة زيادة هيكل فترات التمويلات بسبب زيادة في حجم التمويلات وطرح منتجات جديدة ذات أجل استحقاق طويل، أي استمرار نمو في الطلب على التمويل.
5. خطر السمعة
حيث يمكنك الاسم القوي الجيد من جذب موظفين أفضل وعملاء أكثر والتنوع الجغرافي يكون أسهل نسبياً كما يمكنك من الوصول بشكل أفضل لمصادر التمويل المختلفة، حيث تتوجه طبيعة التمويل الأصغر الى التمويل الإسلامي في الوطن العربي، لذلك فإن لها طبيعة خاصة، ثم سنبين فيما بعد بعض خصائص التمويل الإسلامي، ثم بعض المبادئ العامة لإدارة مخاطر التمويل الأصغر.
قد يهمك: أفضل 8 مصادر لتمويل المشاريع
خصائص التمويل الإسلامي وعلاقته بإدارة المخاطر
حيث تتوفر ميزات خاصة بالمخاطر التي تواجه المؤسسة المالية الإسلامية عند دخولها بأحد عقود التمويل بمجموعة من الخصائص لا تتوفر في العقود التقليدية ومن أبرزها:
- أولاً: لا تستطيع زيادة الدين بعد اعطاءه للعميل.
- ثانياً: تختلف صيغة العقد في درجة المخاطر، حيث تكون على شكل عقود بيع وشراء وتأجير.
- ثالثاً: تختلف العقود باختلاف المخاطر في كل عقد.
- رابعاً: عدم إمكانية التكهن متى تبدأ المخاطر.
- خامساً: يمكنك تحويل المخاطر ضمن العقد.
- سادساً: يمنع منعاً باتاً المتاجرة بالديون.
- سابعاً: كما أنه حرم الفائدة والغرر.
ماهي المبادئ العامة لإدارة مخاطر التمويل الأصغر؟
- أولاً: يفترض أن تكون إدارة المخاطر جزء أساسي من الثقافة المؤسسية.
- ثانياً: يجب تقديم اعتراف واضح من مجلس الإدارة ومدراء مؤسسات التمويل الأصغر من خلال توضيح الأثر المحتمل للتحيزات الذهنية (أخذ القرارات المناسبة دون الالتفات الى النتائج).
- ثالثاً: يجب الأخذ بالاعتبار الى ضرورة وجود إدارة مخاطر لأنها تضمن الكفاءة التشغيلية والمالية وتساعد على نمو واستقرار المؤسسة لتحقيق مهمتها وأنها عملية مستمرة تتطلب منك اهتمام على الدوام.
- رابعاً: تعتبر المسؤولية الأساسية لضمان تطبيق نظام فعال لإدارة المخاطر وتنفيذ هذا النظام يعد من واجبات مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية.
وهكذا نجد أن من أعظم مخاطر مؤسسات التمويل الأصغر هو اعتمادها على صرف العملة الأجنبية بشكل كبير نتيجة اعتمادها على إعطاء قروض طويلة الأمد بالعملة الأجنبية ثم اعطاءها بالعملة المحلية.
مواضيع ذات صلة: